أحمد زكي .. عبقري أصلي

6:40 PM / Posted by Sherif Mesallam / comments (4)

ناس كتير بتعدي علينا .. كتير منهم بيأثروا فينا .. اسمهم بيلمع .. بنقول عليهم عباقرة , لكن نادر جدا منهم بيكون فعلا من النوع الأصلي مش المضروب .. النوع اللي هتفضل صورته عايشة للأبد .. زي المبدع الجميل أحمد زكي , النهادره ذكرى رحيل الراجل الجامد أوي ده .. ربنا يرحمه و يغفرله يا رب ..

أول مره شفت فيها ابداع الممثل ده كان فيلم "مستر كاراتيه" .. كنت صغير أوي و كان تاني يوم مدرسة و لازم أنام بدري .. وفاكر اد ايه يوميها أمي طلعت روحها عشان أدخل انام و بعد ما دخلت اتسحبت و رجعت اتفرج تاني .. اللي فاكره اني مكنتش مركز في قصة الفيلم على اد ما تفاصيل شخصية الراجل القروي البسيط ده شداني اوي (مع اني كنت صغير جدا .. و ده مش عشان انا الطفل المعجزه يعني .. دي عبقرية احمد زكي ) و مش هنسى ابدا مشهده لما كان واقف و راكن على الحيطه و بيحاول يقلد واحد من ولاد المدينة و بيقول لمدربه و هو بيشاور على البنطلون اللي لابسه .. "مش واخد بالك ولا ايه .. جينز من الامريكاني أهو" ! و الله لو جابوا ممثلين الدنيا العالميين كلهم ما حد هيقدر يطلع الجمله دي زيه أبدا ..

بعد كده بكام يوم شفت فيلم النمر الاسود .. و من ساعتها و أحمد زكي هو الممثل الرسمي لصورة البطل في دماغي ..

بعد كده عرفت ان الافلام دي ضمن سلسله ضخمه من الابداعات يعني دي اقل حاجه ممكن احمد زكي يعملها .. لو اتكلمت هقول ايه عن 55 فيلم و 3 مسرحيات و مسلسلين .. شلال من الابداع لا يتوقف ..

و الله احنا عندنا ممثلين ميقلوش أبدا عن ألباتشينو أو انتوني هوبكينز أو العالم دول كلهم .. أنا شايف صابع أحمد زكي الصغير برقابيهم كلهم .. على الأقل الراجل ده قدر يعمل حاجه وسط امكانياتنا المسكينة .. تخيلوا أحمد زكي بيمثل في هوليوود مثلا .. ده كان هيبقى مركز شباب الابداع الفني هناك !!

أخيرا .. أرفع القبعه احتراما و اعجابا بالممثل ده .. بجد واحشنا .. و بدعي ربنا من قلبي يرحمه و يغفرله ..

لو عايز تعرف أكتر عن أحمد زكي .. اضغط هنا

محتاجلك

4:50 PM / Posted by Sherif Mesallam / comments (3)

جوايا ليك بحور و بحور ... حاجات كتير دايبه فيك

منها يحلم بحضنك ..و منها يحلم يضمك

و منها يموت من الخوف عليك

احساس بغيابك ملوش حدود..زي لحن حزين يبكيه ألف عود

و مع كل وتر يروح الأمل و يعود

بس يبقى حلمي بيك

و أبقى انا مجنونك .. بموت في رقة عيونك .. و أعشق فيك كل التفاصيل


كل رسمه على هدومك .. كل حركه من جفونك.. أي حاجه منك برقة نجوم الليل

بتهوسني .. بتاخد روحي مني

تطير عندك تحضنك و ترفرف حواليك


لكن وحدي انا.. بقلبي أناديلك و لا غيري يسمعني
تايه أنا .. نفسي أشكيلك و ردودك بتمنعي
أروح أحكيلك .. سكوتك يرجعني

أقول أحلم أخاف الحلم يخدعني

بحلم تكوني ليا و أكون أنا ليك

و أحلم تسمعيني ..تسمعي احساس مليني

ساكن في أبعد نقطه في كياني ... بيصرخ ينادي

محتاجلك



-----------------------------------------------------------------------------------------------

علمتني الايام .. أنا كلمات كهذه .. أغلى بكثير من أن تلقى بين ايدي فتاة حمقاء .. تأكلها كقطعة لذيذة من اللحم
-----------------------------------------------------------------------------------------------

الموت .. هذا اللغز الجميل

4:39 PM / Posted by Sherif Mesallam / comments (2)

كثيرا جدا ما أجدني أفكر فيه .. أحاول الهروب من قرارات و عهود قطعتها على نفسي مرارا و تكرار بعدم الخوض في هذا اللغز مرة أخرى .. لكن نداء المعرفه و الفضول و سؤال الخلود الأبدي الكامن بداخلي يغلبني دائما ..

الموت .. هذا اللغز اللذي حير العقل البشري منذ ارتقى ذكاؤه درجات تسمح له بالتساؤل عن ماهيته و عن أسباب وجوده و أساليب فنائة أو خلوده الأبدي .. هذا اللغز الاقانوني و الاعقلاني .. هذا اللغز اللذي عشقته لذكاؤه المتناهي .. فهو الجريمة الكاملة ! و هو أول مفاتيح الحكمة المطلقة و الشاملة .. و اللتي لا يعلمها الا خالقه .. الله سبحانه و تعالى .

أصبحت مهاتراتي معه كلعبة لذيذة أنتظرها بحرارة .. فتارة يغلبني و يردي افكاري المتكبرة قتيلة .. و تارة يداعبني بأنصاف الحلول و أشباه النهايات .. فلا أجد مني الا المزيد من التفكير .. المزيد من اللعب الممتع !

لكم تعجبت و أنا أنظر لهذا الجسد الميت .. هذه الكتلة المادية و قد انتقلت من حالة لحالة .. كم تعجبت أيضا حين تجلى أمامي تشابه ملحوظ لمواد كثيرة أخرى .. تحيلها الكهرباء حية .. تتحرك و تضيء و تتحدث و تنصت ! ثم

تعود ساكنة ميتة بلا "تردد" .. بلا حياة !

الأشباه و الأفكار لا نهاية لها .. فكل منها على صواب لكنه صواب مصاب غير مكتمل .. هو فقط مكتمل .. الموت !

أحاول أن أفهم كيف كان الموت ولم يزل ضدا للنهاية و ليس مرادفا لها .. و في ذات الوقت هو نهاية و فناء أشياء عديدة .. فهو نهاية كل مانعرفة .. بداية كل ما نجهله .. !

أحيانا أتلقى المساعدات من العالم الاخر .. فتزورني جدتي في هذه المركبة متوسطة المدى المسماة بالاحلام , تخبرني ألا أقلق .. تخبرني تارة أنها سعيدة .. و تارة أنها غاضبة .. تخبرني أنه لا شيء هناك , فقط انت تصبح هناك .. هذا كل شيء !

أحيانا يسيطر علي شعور بالأمل .. فالموت هو الخلاص .. هو بداية الحقيقة و نهاية الأحزان .. هو المفر الحقيقي الوحيد ..

و أحيانا ينتابني رعب أتذكره جيدا كل ما ترجلت مركبة "بيت الرعب" في مدينة الملاهي .. فهو رعب لذيذ من المجهول .. هو ذلك الوجه المرعب ينذرك ببداية الألم .. و نهايته ! هو هذا الظلام يحجب عنك رؤى العين و ينشر لك أشعته السحرية فترى كل شيء .. كل شيء !

تقفز خلايا دماغي لاستنتاجات مضحكة أمام هذا العملاق .. فأستعين بقوانين الطاقة و الكم .. لنصبح مواد يلتبسها كم من الطاقه ( طاقة الحياة )لحظة التلقيح .. فنحيى و نعيش و تدب في أرجاء خلايانا الصغيرة ذبذبات هي تردد أولي بسيط لهذه الطاقه .. ثم تحاول هذه الطاقه الخروج عند فشل الماده في تحمل ترددها و الاستجابه لاتجاه و قيمة مركباتها الاحدى عشر .. فتخرج لتسبح في الفضاء باحثه عن ترجمة لارادتها في جسم مادي جديد يصاحب هذا الخروج "سكرات الموت" و هو تفسير واقعي جدا لخروج كم من الطاقه من الماده .. أكاد أجزم ان هذا التفسير صحيح .. فقط يمنعني شيء واحد .. هو الموت ! فقد اعتدته دائما منتصرا .. يعصف كل أمالي الضئيله في الفوز .. فخطأ نظريتي أكيد .. حتى ولو كانت صحيحة ..! هو الموت سيد كل النظريات .. هو الموت سيد "اللامعلوم" .. هو هذا اللغز الجميل اللذي أعشقه فأتمناه في حالة من الجنون !

هو الموت

!! الناس النضيفة و الكراميل . و أشياء أخرى

7:00 PM / Posted by Sherif Mesallam / comments (6)

لم و لن أنسى هذا الموقف أبدا .. لما كنا في "سيتي ستارز" و صاحبي راح يشتري "ice cream Sunday" من ماكدونالدز .. و رجع حزين جدا و زعلان عشان الراجال اداله الـ"Ice Cream" بالشكولاته مش بالكراميل .. و لما سألته "و مقلتلوش انك عايزه بالكراميل ليه" .. قالي أنا معرفش هو قالي عايزه بايه اتكسفت و قلتله بالشيكولاته .. أصلي مكنتش أعرف ان البتاع ده " الله يحرقه" اسمه كراميل و بعدين أنا كان حواليا ناس نضيفه هيقولو عني ايه !!

و هنا لفت كل خلايا جهازي العصبي على بعضها في تعجب و في نفس الوقت في تفكير عميق لحظي .. "ناس نضيفة" .. ايه الكلمة دي ؟؟

مين هما دول " الناس النضيفه " ؟؟ و ليه ممكن نعتبر ان حد من الناس دي و حد تاني لأ ؟؟ و بغض النظر عن هوية الناس دي .. ليه احنا لازم نكون زيهم ؟؟ و منحاولش نظهر اننا أقل منهم ؟؟

في البدايه فضلت ألوم صديقي .. و قلتله و ايه يعني ميهمكش من حد كان ممكن تحاول تفهم الراجل بأي شكل انك عايز الــ"Ice Cream" بالكراميل .. مالهم الناس و مالك يعني .. لكن بعد كده أشفقت عليه .. و أشفقت علينا كلنا .. لاننا كده ببساطه ضحايا مجتمع غبي .. أسياده هما .. "الناس النضيفه " !!!

بعد تفكير سريع .. أي انسان يقدر يعرف يعني ايه " الناس النضيفة " ببساطه هو الشخص اللي

باين عليه مظاهر العز و الرفاهية .. يعني الشخص اللي لابس لبس جامد و شايل عدة موبايل بتتكلم لوحدها و بيشرب قهوته كل يوم من ستار بكس .. و يا سلام بقى لو برطم بكام كلمة أنجليزي على فرنساوي يبقى ده ملوش حل !!

طبعا "الناس النضيفة" دول مش موجودين في كل الأماكن .. دول بيسكنوا في سيتي ستارز و أماكن أخرى مثل "بورتوسخنه" و "مارينا ( حتى دي كمان معدتش من مستواهم ) " و كمان الناس دي مش عايشين زينا كده .. دول الللهم صلي على جمال النبي كده بيروحوا و يسافروا بره كتير .. بس تقريبا هناك مبيبقاش اسمهم " ناس نضيفه "؟ .. ما علينا ..

بعيدا عن ريحة الحقد الطبقي اللي طلعت و اللي ممكن تخدعك و تخليك تفهمني غلط .. أحب أقول أني مش قصدي كده خالص .. أنا بحاول أوضح فكرة الشعب المصري "سكان مصر الأصليين على رأي بلال فضل" عن معنى كلمة "الناس النضيفة " .. و اللي أنا شايف بصراحه انها غلط جدا .. و ان دلت فانها تدل فقط و بوضوح على مدى غلب الشعب ده اللي مصيبته انه فاكر نفسه فهلوي أوي و يفهمها و هي طايره .. مع انه بجد غلبان أوي !

فمنذ متى يا سادة كانت "للفلوس" علاقة بالنضافة ؟ و ما المقصود بكلمة " النضافة " أساسا ؟؟ هل النضافة هي وجاهة و رفاهية المظهر ؟؟ و الله الموضوع لو كده مكنش حد غلب .. و كانت طنط أفنان قريبيتنا اللي في القاهره دلوقتي بقت من أنضف مخاليق ربنا .. مع انها لا تفقه شيء عن أي شيء .. و كل اهتمامها في الحياة ازاي تقنع جوزها يغير نجفة الصالة اللي بقالها اسبوعين في البيت !! مش كتير أوي اسبوعين يا جوزها ؟؟

و لا النضافة هي اللغه الأجنبيه و الكلام المعوج ؟؟ على كده كان دكتور البرمجه اللي عندنا أنضف انسان على وجه الأرض .. بس كل مشكلته اني لما سألته يعني ايه "EPR" .. وشه احمر وفضل انه يوزع علينا درجات نص السنه .. أكيد ده موضوع أهم .. "EPR" ايه بس و كلام فارغ ايه يا راجل !

و لو كانت النضافه انك تكون روش و "Cool" .. و تحاول تعرف الناس بالعافيه و بدون أي سبب مقنع انك بتسمع مزيكا أجنبي و بتحب الــ"Rock" و الــ"Metal" و انك نزلت كل حلقات "Scrubs" و تعرف تفاصيل المسلسل حاقة حلقة و أفشه أفشه .. و انك أخد الــ "Girl Friend" بتاعتك كتير في "Heliopolis Hilton" و أد ايه المكان كان تحفه و "Outrageous" و كوول يا مان و "Peace" يا فالف .. كان زمان شريف موتو صاحبنا في الكلية نضيف أوي .. مع انه قالي انه وراه معاد مهم جدا و لازم يمشي لما احتجت منه مذكره مهمة جدا كانت لزماني أوي في الكلية .. يا ترى تفتكروا المعاد كان مع مين ؟؟

و بنفس المعنى .. لكان صديقي "س" من أوسخ الناس في العالم .. فهو لا يعرف شيئا عن ماهية الشيء المسمى بالــ"Outrageous" و هل هو ساخن أم بارد , و لا يفقه شيئا عن الـ "Peace" لدرجة أنه ناولني سيجارة عندما ذكرت الكلمة أمامه و انا أشير بعلامة النصر .. فوضع السيجاره بين أصابعي ظنا منه أن "Peace" يعني اديني سيجارة !! .. مع ذلك هو أجدع و أرجل انسان قابلته في حياتي ..

و بنفس وجهة النظر أيضا .. لكان هذا الشخص القروي البسيط صاحب الجلباب المغتصب و الوجه الحزين المجعد من أوطى و اقذر الناس .. بغض النظر عن انه رفض من صاحب الفرن أن يرمي _ نعمة ربنا _ في وجوه الناس و على الأرض ووقف غاضبا مطالبا بتغيير هذا الوضع _ المائل _ عشان _ ربنا ميرضاش بكده _ في حين تيبست باقي الوجوه في سلبية !

و على نفس السياق لكانت هذه الأم من أحط و أحقر الشخصيات .. بدون الالتفات الى انها هي ذاتها اللتي تصارع بدانتها و وضاعة مستواها التعليمي من أجل أولادها الأربعة .. فتعمل و تعمل و تعمل حتى تسقط كل يوم كالمغشي عليها على فراشها ذي الالواح الخشبية الخمسة ..

و بنفس الأسلوب .. لكان هذا الشاب صاحب العدسات و القميص الأبيض .. من أسخف و أقل الشخصيات شئنا , بغض النظر عن انه حاول جاهدا لفترة لا تقل عن أربع سنين .. أن يجد شرحا بسيطا لنظرية ماكس بلانك في ميكانيكا الكم .. و أن يضع نظريته الخاصه في تبسيط قوانين لجندر و بسل الرياضية المعقدة .. وقد نجح !

بجد حرام .. ليه مجتمعنا ظالم أوي كده ؟؟ ليه بنظلم نفسنا بايدينا .. ؟؟ و الله أنا شايف الناس دي هما "الناس النضيفه" بجد .. شايف الناس دي هي اللي تحترم و يضربلها تعظيم سلام في الرايحة و الجاية ... شايف الناس دي هي اللي نتحرج نبان أدامهم جهلة .. بل المفروض نجري عليهم نسألهم و نقولهم علمونا عايزيين ننضف زيكم !

بيصعب عليا أوي حد لما ألاقيه مكسوف من نفسه عشان مش لابس لبس جامد أوي أو شايل عدة موبايل قديمة .. أو اتلخبط في كلمة انجليزي أدام حد ( بغض النظر عن انه مفروض يطور من نفسه و يتعلم لغات) , أو ميعرفش حاجه و مكسوف يسأل عنها عشان ميبقاش "شكله مش نضيف" , أو بيغير من طريقة كلامه و أسلوب تعامله أدام ناس معينين عشان يبقى "نضيف" زيهم !.. و بيصعب عليا أكتر لما بلاقي حد كده و بيحاول يظبط تردده مع الموجه .. و يتريق على كل ما هو مش "Cool" و "نضيف" بالمعنى السخيف المغلوط .. مع انه في قرارة نفسه ممكن يكون فعلا عارف انه هو اللي مش نضيف .. بس المره دي بالمعنى الواضح الصحيح !

من مكاني هنا في المدونة دي بنادي يمكن حد يسمعني .. كفاية مظاهر بقى دي بقت حاجه تجيب شلل مغولي و زادت عن حدها أوي .. كفاية تفاهة بقى احنا متأخرين أوي ..كفاية نظلم نفسنا .. كفاية عبادة و تعظيم في الفلوس !

و لكل واحد من سكان مصر الأصليين .. ارفع راسك لفوق (مش تريقة و الله) .. انت من " الناس النضيفه" غصب عنك و غصب عن الكل .. انت بأصلك و معدنك مش بمظهرك .. انت بدماغك مش بفلوسك .. انت بتصرفاتك و أفعالك مش بكلامك .. و لو حد حكم عليك غير كده .. اعرف علطول انك أنضف منه بكتييييييير !!

لو مش عارف اسأل متخفش .. لو غلط اتعلم هتبقى أحسن .. لكن متكونش غيرك .. كون نفسك و هتبقى أنضف من الكل !

و يا ريت بعد كده "ياللي في بالي" لما تروح تجيب "Ice Cream" تاني .. تبقى تعرف انه بالكراميل .. عشان متوجعليش دماغي و تخلينا نغلط .. في الناس النضيفه !!

! أواخر الشتا ده .. مش قبل اللي فات

5:59 PM / Posted by Sherif Mesallam / comments (4)

من دقائق قليلة .. شميت أول نسمة صيف بالصدفة و أنا واقف في بلكونة بيتنا( بعد وصلة من النوم النهاري اللي بيخليني أشبه للخفافيش من الانسان) .. ساعتها بس عرفت اجابة السؤال اللي سألهولي حمام أعز أصدقائي أول امبارح .. انت بتحب الصيف و لا الشتا ؟؟

ساعتها بس عرفت اني بموت في حاجه اسمها صيف .. و من غير سحر و لا شعوزة .. بدأ مودي يتغير تماما .. من توتر و سوداوية عميقة كنت بعاني منها بقالي فترة لاحساس جميل ميتوصفش .. احساس كله انطلاق و تفاؤل و فرح طفولي غريب .. دخلت جوه البيت سألت أخويا : هي الدنيا كانت حر النهارده ؟؟

قالي و هو بيشاور على التيشيرت الكت اللي هو لابسه : نااار !

قلت في سعادة : الحمد لله !

و بغض النظر عن نظرات أخويا اللي من نوع – ده عبيط ده و لا ايه ؟ - استمر الاحساس الرائع يزيد جوايا .. فتحت كل شبابيك البيت .. و قعدت أستقبل النسيم الساحر ده .. و كأن كل حاجه بتتغسل جوايا , و كأن كل حاجه جميلة فيا بتخرج من كهوف صغيرة جوايا اتحبست فيها لمدة فصل كامل من الشتا .. سألت نفسي : معقولة أد كده أنا بحب الصيف ؟؟

ساعتها اترسمت الاجابه أدامي بسيطة جدا .. و كأن عقلي بيحاول يفهمني .. فقرر انه يفردلي شريط زكرياتي أنا و الصيف و بدأ يحكيلي .. كل ده و مش عايز تحب الصيف !

فاكر و انت صغير .. لما كنت تنزل تقضي اجازة الصيف في مصر ( بعيد عنكم كنت في السعودية ).. لما كنت تنزل جري من البيت ساعة العصرية و في ايدك كورة قديمة و حواليك ولاد بتحاول تعرفهم و بيحاولوا يعرفوك .. و بعيدا عن كل مصطلحاتهم اللي مكنتش بتفهم منها حاجه .. كنت بتلعب لحد ما كل خلية محبوسة فيك تطير و ترفرف .. لحد ما كل فكرة جواك تلعن سجنك بعيد عن مصر و تموت في دباديب الأجازه .. و الصيف .

فاكر لما كانت العيلة كلها تتلم في بيت جدك القديم .. و تقعد في بلكونته الأرضيه الواسعه أوي .. و كل واحد فيكم يحكي حكاية .. و لما كان الدور ييجي عليك تتلجلج و انت بتحكي حكاية الولد اللي فضل يحلم بالطيران لحد ما ربنا خلقلة جناحات .. قصة ملهاش معنى و لا أحداث و لا أبطال .. بس كلهم كانوا بيفتحوا عينيهم على الاخر و انت بتحكيها للمرة المليون .. كانوا يضحكوا عليك و معاك و الحب مالي عينهم .. و نسمة صيف تنقل صوت الضحك لجدك اللي ديما يصحى يهدد بالعكاز تهديده المضحك جدا .. "اللي هيعلي صوته هزعقلة" .. و تقوموا تجروا من قدامه و كل واحد حاطط ايده على بقه و هيموت من الضحك ..

فاكر لما جاتلك هدية نجاحك .. " عجلة سبق " (بسرعات يعني) .. ساعتها حسيت انك أغنى و أقوى و " أروش" (مش فاكر روشنة ساعتها كان اسمها ايه) ولد في العالم , و كنت تملى قزازة المية اللي متثبتة تحت الكرسي (حركات بقى) و تلبس الكاب المكشوف اللي جاي معاها .. و تنزل تجري في شوارع البلد من أول النهار في عز الشمس .. و تسابق كل حاجه في الدنيا .. تسابق الناس و العربيات و حتى الكلاب الضالة اللي بتجري في الشارع ! وبالرغم من ان كل اللي بتسابقهم – برضاهم أو غصب عنهم – كانوا بيلعنوا اليوم اللي قابلوك فيه الا انك كنت ترفع ايدك لفوق في سعادة غير طبيعية, و لا يهمك منظر ولا يهمك كلام حد .. و تحس فعلا انك أسعد انسان على وجه الكره الأرضيه ..

فاكر أيام أولى ثانوي ! لما كنت بتحب البنت اياها , الحب الطفولي الساذج البريء ده .. و قررت انك تعمل عملية انتحارية و

أكيد فاكر يوم نتيجة الثانوية العامة .. فوق سطح بيت صاحبك و انتوا الأربعة قاعدين و عاملين أعلى دماغ .. دماغ صنفها اللمة و كباية شاي بالقرنفل في ليلة صيف , وصوت كوكب الغرب "سيلين ديون" اللي ينسيك أي توتر و أي هموم .. لدرجة انكم نسيتوا النتيجة خالص .. و كأن كل واحد فيكم نجح و طلع الأول على الجمهورية ! و صوت الضحك يعلى و يعلى و يجيب أخر الشارع و كأنكم بتقولوا للدنيا .. احنا و لا بيهمنا نتايج و لا يحزنون , خلي جوك صيف كده و اعملي ما بدالك !

بلاش ده كله .. أكيد فاكر جنة اسمها مرسى مطروح .. و أحلى صيف عيشته في حياتك .. و أول لمسة حرية حقيقية تلمسك من جوا جواك , من أبعد نقطة فيك .. و أغنية سهر الليالي متفارقش لسانك و لا لسان صحابك , على تل عالي أدام البحر تقعدوا تغنوا و تحكوا للصبح .. و كل واحد معين نفسه ملك حياته بالمعنى الحرفي .. .. و نشوة و فرح صافي يملا الجو و سعادة تخدرك .. و نسيم الصيف و البحر يخدركم أكتر و أكتر .. تحس انك بتحلم و مش مصدق .. تصحيك كومة رمل اترمت عليك و انتوا بتلعبوا تنس على الشط ساعة الفجر و الشمس بتشب طالعة ورا البحر تتفرج .. و تقعوا و تتكوموا على الطريق زي المجانين من كتر الضحك و السعادة !

"حرام عليك اقفل الشباك هنموت من البرد !!! " .. ده كان صوت أخويا اللي قطع شريط الزكريات و أنا بتفرج عليه .. يا خسارة كان فاضل فيه كتير أوي !, رديت من غير تفكير و أنا بوطي صوت اليسا اللي كانت " في أواخر الشتا قبل اللي فات لما تحب تتونس معاه بتاخد تاكسي و تروحله من سكات " ..: " برد مين يابني .. مفيش أحلى من الجو ده "

رد و هو ماسك تيشيرت تقيل بيحاول يلبسه و في عينية نظرة من نوع – الواد ده يا أهبل . يا أهبل – و قالي : جو ايه بس اللي مفيش أحلى منه .. انت مبتحسش ! "

فجأة حسيت بلسعة برد .. مخفتش , قمت و أنا في أحلى مود ممكن يحصل لبني أدم و انا بشكر نسمة الصيف اللي عدت عليا .. و كأنها مبعوتالي مخصوص تصالحني عالصيف و تفكرني أبقى أجاوب ازاي لما حد يسألني ..

يا ترى بتحب الصيف و لا الشتا ؟؟