من دقائق قليلة .. شميت أول نسمة صيف بالصدفة و أنا واقف في بلكونة بيتنا( بعد وصلة من النوم النهاري اللي بيخليني أشبه للخفافيش من الانسان) .. ساعتها بس عرفت اجابة السؤال اللي سألهولي حمام أعز أصدقائي أول امبارح .. انت بتحب الصيف و لا الشتا ؟؟
ساعتها بس عرفت اني بموت في حاجه اسمها صيف .. و من غير سحر و لا شعوزة .. بدأ مودي يتغير تماما .. من توتر و سوداوية عميقة كنت بعاني منها بقالي فترة لاحساس جميل ميتوصفش .. احساس كله انطلاق و تفاؤل و فرح طفولي غريب .. دخلت جوه البيت سألت أخويا : هي الدنيا كانت حر النهارده ؟؟
قالي و هو بيشاور على التيشيرت الكت اللي هو لابسه : نااار !
قلت في سعادة : الحمد لله !
و بغض النظر عن نظرات أخويا اللي من نوع – ده عبيط ده و لا ايه ؟ - استمر الاحساس الرائع يزيد جوايا .. فتحت كل شبابيك البيت .. و قعدت أستقبل النسيم الساحر ده .. و كأن كل حاجه بتتغسل جوايا , و كأن كل حاجه جميلة فيا بتخرج من كهوف صغيرة جوايا اتحبست فيها لمدة فصل كامل من الشتا .. سألت نفسي : معقولة أد كده أنا بحب الصيف ؟؟
ساعتها اترسمت الاجابه أدامي بسيطة جدا .. و كأن عقلي بيحاول يفهمني .. فقرر انه يفردلي شريط زكرياتي أنا و الصيف و بدأ يحكيلي .. كل ده و مش عايز تحب الصيف !
فاكر و انت صغير .. لما كنت تنزل تقضي اجازة الصيف في مصر ( بعيد عنكم كنت في السعودية ).. لما كنت تنزل جري من البيت ساعة العصرية و في ايدك كورة قديمة و حواليك ولاد بتحاول تعرفهم و بيحاولوا يعرفوك .. و بعيدا عن كل مصطلحاتهم اللي مكنتش بتفهم منها حاجه .. كنت بتلعب لحد ما كل خلية محبوسة فيك تطير و ترفرف .. لحد ما كل فكرة جواك تلعن سجنك بعيد عن مصر و تموت في دباديب الأجازه .. و الصيف .
فاكر لما كانت العيلة كلها تتلم في بيت جدك القديم .. و تقعد في بلكونته الأرضيه الواسعه أوي .. و كل واحد فيكم يحكي حكاية .. و لما كان الدور ييجي عليك تتلجلج و انت بتحكي حكاية الولد اللي فضل يحلم بالطيران لحد ما ربنا خلقلة جناحات .. قصة ملهاش معنى و لا أحداث و لا أبطال .. بس كلهم كانوا بيفتحوا عينيهم على الاخر و انت بتحكيها للمرة المليون .. كانوا يضحكوا عليك و معاك و الحب مالي عينهم .. و نسمة صيف تنقل صوت الضحك لجدك اللي ديما يصحى يهدد بالعكاز تهديده المضحك جدا .. "اللي هيعلي صوته هزعقلة" .. و تقوموا تجروا من قدامه و كل واحد حاطط ايده على بقه و هيموت من الضحك ..
فاكر لما جاتلك هدية نجاحك .. " عجلة سبق " (بسرعات يعني) .. ساعتها حسيت انك أغنى و أقوى و " أروش" (مش فاكر روشنة ساعتها كان اسمها ايه) ولد في العالم , و كنت تملى قزازة المية اللي متثبتة تحت الكرسي (حركات بقى) و تلبس الكاب المكشوف اللي جاي معاها .. و تنزل تجري في شوارع البلد من أول النهار في عز الشمس .. و تسابق كل حاجه في الدنيا .. تسابق الناس و العربيات و حتى الكلاب الضالة اللي بتجري في الشارع ! وبالرغم من ان كل اللي بتسابقهم – برضاهم أو غصب عنهم – كانوا بيلعنوا اليوم اللي قابلوك فيه الا انك كنت ترفع ايدك لفوق في سعادة غير طبيعية, و لا يهمك منظر ولا يهمك كلام حد .. و تحس فعلا انك أسعد انسان على وجه الكره الأرضيه ..
فاكر أيام أولى ثانوي ! لما كنت بتحب البنت اياها , الحب الطفولي الساذج البريء ده .. و قررت انك تعمل عملية انتحارية و
أكيد فاكر يوم نتيجة الثانوية العامة .. فوق سطح بيت صاحبك و انتوا الأربعة قاعدين و عاملين أعلى دماغ .. دماغ صنفها اللمة و كباية شاي بالقرنفل في ليلة صيف , وصوت كوكب الغرب "سيلين ديون" اللي ينسيك أي توتر و أي هموم .. لدرجة انكم نسيتوا النتيجة خالص .. و كأن كل واحد فيكم نجح و طلع الأول على الجمهورية ! و صوت الضحك يعلى و يعلى و يجيب أخر الشارع و كأنكم بتقولوا للدنيا .. احنا و لا بيهمنا نتايج و لا يحزنون , خلي جوك صيف كده و اعملي ما بدالك !
بلاش ده كله .. أكيد فاكر جنة اسمها مرسى مطروح .. و أحلى صيف عيشته في حياتك .. و أول لمسة حرية حقيقية تلمسك من جوا جواك , من أبعد نقطة فيك .. و أغنية سهر الليالي متفارقش لسانك و لا لسان صحابك , على تل عالي أدام البحر تقعدوا تغنوا و تحكوا للصبح .. و كل واحد معين نفسه ملك حياته بالمعنى الحرفي .. .. و نشوة و فرح صافي يملا الجو و سعادة تخدرك .. و نسيم الصيف و البحر يخدركم أكتر و أكتر .. تحس انك بتحلم و مش مصدق .. تصحيك كومة رمل اترمت عليك و انتوا بتلعبوا تنس على الشط ساعة الفجر و الشمس بتشب طالعة ورا البحر تتفرج .. و تقعوا و تتكوموا على الطريق زي المجانين من كتر الضحك و السعادة !
"حرام عليك اقفل الشباك هنموت من البرد !!! " .. ده كان صوت أخويا اللي قطع شريط الزكريات و أنا بتفرج عليه .. يا خسارة كان فاضل فيه كتير أوي !, رديت من غير تفكير و أنا بوطي صوت اليسا اللي كانت " في أواخر الشتا قبل اللي فات لما تحب تتونس معاه بتاخد تاكسي و تروحله من سكات " ..: " برد مين يابني .. مفيش أحلى من الجو ده "
رد و هو ماسك تيشيرت تقيل بيحاول يلبسه و في عينية نظرة من نوع – الواد ده يا أهبل . يا أهبل – و قالي : جو ايه بس اللي مفيش أحلى منه .. انت مبتحسش ! "
فجأة حسيت بلسعة برد .. مخفتش , قمت و أنا في أحلى مود ممكن يحصل لبني أدم و انا بشكر نسمة الصيف اللي عدت عليا .. و كأنها مبعوتالي مخصوص تصالحني عالصيف و تفكرني أبقى أجاوب ازاي لما حد يسألني ..
يا ترى بتحب الصيف و لا الشتا ؟؟
4 comments:
الموضوع ده جامد بجد .. انا حقولك اللى حسيته زى ما هو .. انا بجد اتمنيت الموضوع ما يخلصش .. احساسك كان عالى وانت بتكتب .. شكرا
العفو يا برنس
بجد حلوة ياشريف نسمة الصيف دى
بس ياترى مافكرتش فى ذكريات الصيف اللى فات والتدريب اللى انت ماحضرتوش وغيرك طلعت عينه فيه والله مش كل الصيف ومش كل الشتا ياشريف
بس ده مايمنعش ان احساس التى شيرت التقيل وكوم الهدوم اللى انت مكومه على نفسك دة لذيذ جدا كأنك بتستخبا فيهم من كل حاجة
عموما ياسيدى ربنا يسعد كل ايامك كلها سواء كانت اشتا اللى فات او اللى قبله على رأى اليسا او لو كانت حب الصيف على رأى فيروز أو عودة الربيع على رأى الاطرش ومعلش معرفش بقى حد للخريف
"habiba"
منورة المدونة يا نورا
طبعا مش كل الصيف و مش كل الشتا
بس انا بحب الصيف بوجه عام .. لأن فيه شعور عام بالانطلاق و الحرية مش موجود خالص في الشتا زي ما انت بتقولي كده بالظبط .. احساس كوم الهدوم اللي انت مستخبيا جواه ده بيجيبلي اكتئاب .. أنا طبيعتي مابحبش استخبى من حاجه
بصراحة انا واد ضايع و ضاربني السلك بقى ... lol
لا بجد مبحبش ضلمة و انعزال الشتا .. هو اللزيز في الشتا انه ممكن يكون رومانسي شوية
بس الصيف رومانسي برضه !!
بصي متحاوليش مفيش احلى من الصيف
Post a Comment