الموت .. هذا اللغز الجميل

4:39 PM / Posted by Sherif Mesallam /

كثيرا جدا ما أجدني أفكر فيه .. أحاول الهروب من قرارات و عهود قطعتها على نفسي مرارا و تكرار بعدم الخوض في هذا اللغز مرة أخرى .. لكن نداء المعرفه و الفضول و سؤال الخلود الأبدي الكامن بداخلي يغلبني دائما ..

الموت .. هذا اللغز اللذي حير العقل البشري منذ ارتقى ذكاؤه درجات تسمح له بالتساؤل عن ماهيته و عن أسباب وجوده و أساليب فنائة أو خلوده الأبدي .. هذا اللغز الاقانوني و الاعقلاني .. هذا اللغز اللذي عشقته لذكاؤه المتناهي .. فهو الجريمة الكاملة ! و هو أول مفاتيح الحكمة المطلقة و الشاملة .. و اللتي لا يعلمها الا خالقه .. الله سبحانه و تعالى .

أصبحت مهاتراتي معه كلعبة لذيذة أنتظرها بحرارة .. فتارة يغلبني و يردي افكاري المتكبرة قتيلة .. و تارة يداعبني بأنصاف الحلول و أشباه النهايات .. فلا أجد مني الا المزيد من التفكير .. المزيد من اللعب الممتع !

لكم تعجبت و أنا أنظر لهذا الجسد الميت .. هذه الكتلة المادية و قد انتقلت من حالة لحالة .. كم تعجبت أيضا حين تجلى أمامي تشابه ملحوظ لمواد كثيرة أخرى .. تحيلها الكهرباء حية .. تتحرك و تضيء و تتحدث و تنصت ! ثم

تعود ساكنة ميتة بلا "تردد" .. بلا حياة !

الأشباه و الأفكار لا نهاية لها .. فكل منها على صواب لكنه صواب مصاب غير مكتمل .. هو فقط مكتمل .. الموت !

أحاول أن أفهم كيف كان الموت ولم يزل ضدا للنهاية و ليس مرادفا لها .. و في ذات الوقت هو نهاية و فناء أشياء عديدة .. فهو نهاية كل مانعرفة .. بداية كل ما نجهله .. !

أحيانا أتلقى المساعدات من العالم الاخر .. فتزورني جدتي في هذه المركبة متوسطة المدى المسماة بالاحلام , تخبرني ألا أقلق .. تخبرني تارة أنها سعيدة .. و تارة أنها غاضبة .. تخبرني أنه لا شيء هناك , فقط انت تصبح هناك .. هذا كل شيء !

أحيانا يسيطر علي شعور بالأمل .. فالموت هو الخلاص .. هو بداية الحقيقة و نهاية الأحزان .. هو المفر الحقيقي الوحيد ..

و أحيانا ينتابني رعب أتذكره جيدا كل ما ترجلت مركبة "بيت الرعب" في مدينة الملاهي .. فهو رعب لذيذ من المجهول .. هو ذلك الوجه المرعب ينذرك ببداية الألم .. و نهايته ! هو هذا الظلام يحجب عنك رؤى العين و ينشر لك أشعته السحرية فترى كل شيء .. كل شيء !

تقفز خلايا دماغي لاستنتاجات مضحكة أمام هذا العملاق .. فأستعين بقوانين الطاقة و الكم .. لنصبح مواد يلتبسها كم من الطاقه ( طاقة الحياة )لحظة التلقيح .. فنحيى و نعيش و تدب في أرجاء خلايانا الصغيرة ذبذبات هي تردد أولي بسيط لهذه الطاقه .. ثم تحاول هذه الطاقه الخروج عند فشل الماده في تحمل ترددها و الاستجابه لاتجاه و قيمة مركباتها الاحدى عشر .. فتخرج لتسبح في الفضاء باحثه عن ترجمة لارادتها في جسم مادي جديد يصاحب هذا الخروج "سكرات الموت" و هو تفسير واقعي جدا لخروج كم من الطاقه من الماده .. أكاد أجزم ان هذا التفسير صحيح .. فقط يمنعني شيء واحد .. هو الموت ! فقد اعتدته دائما منتصرا .. يعصف كل أمالي الضئيله في الفوز .. فخطأ نظريتي أكيد .. حتى ولو كانت صحيحة ..! هو الموت سيد كل النظريات .. هو الموت سيد "اللامعلوم" .. هو هذا اللغز الجميل اللذي أعشقه فأتمناه في حالة من الجنون !

هو الموت

2 comments:

Comment by استراحة محمد on March 27, 2008 at 7:59 PM

تقريبا كده كل واحد بيشوف الموت بأسلوبه الخاص .. وانك مثلا تتنقل من مدينه لمدينه عشان تعيش فيها واحد يشوفه حاجة مرعبه وواحد يشوفه مغامرة وواحد بيشوفه ضد الاستقرار كل واحد حسب وجهة نظره الموت ممكن يكون كده برضه

Comment by عمو احمد on March 28, 2008 at 3:02 AM

انا شايفه الحاجه المنطقيه الوحيده الى فى الدنيا,وفى حاجه غريبه اوى زى مابيحط نهايه لكل حاجه فى نفس الوقت بيحط بدايه لحاجه تانيه,لما الانسان بيموت حياته الدنيويه بتنتهى وحياته فى الاخره بتبتدى

Post a Comment